مقالات

غزة أرض العزة .. وإنتصار الصمود والتحدى

إفرحوا بنصركم يا أهل غزة، إرفعوا رؤوسكم عالياً إلى عنان السماء، إفرحوا بصمودكم وصبركم .. إفرحوا بتمسككم بأرضكم رغم كل ما واجهتموه وما لا يتحمله البشر.

نعم دفعتم ثمناً كبيراً، أكثر من ٥٠ ألف شهيد أحياء عند ربهم يرزقون، وأكثر من ١٠٠ الف مصاب، وهُدمت بيوتكم وتعرضتم لمدة ٤٧٠ يوما لابشع الجرائم التى لم تشهدها الإنسانية من قبل، فى ظل دعم لا محدود من أمريكا والدول الأوروبية بالسلاح والعتاد والغذاء للكيان الصهيونى المحتل وإستخدام حق الفيتو الأمريكى لإفشال أى قرار إدانه للكيان، فى ظل صمت إسلامى عربى مقيت.

جاء الوقت لتفرحوا يا أهل غزة العزة والصمود بعد أن أفشلتم كل مخططات «النتن ياهو»، ولم يستطع تحقيق أى وعد مما وعد به شعبه، فلم تُهجروا وتمسكتم بأرضكم ووطنكم ، ولم يتم القضاء على المقاومة التى كبدتهم خسائر بشرية لم تحدث لهم من قبل، وسيتركون غزة مرغمين دون إحتلالها كما وعد «النتن ياهو».

شجاعتكم وصمودكم حديث الجميع، بعدما تحملكم العيش لمدة ما يقرب من عام ونصف فى خيام قديمة بالية تعصف بها الرياح وتملؤها مياه الأمطار في فصل الشتاء في ظل حصار قاتل وبلا غذاء وماء نظيف وبلا علاج بعد أن استهدف الكيان كل مستشفيات القطاع في أبشع الجرائم الإنسانية التي لم يشهدها العالم ولم يقم بها أى محتل عبر التاريخ.

أبهرتم العالم وجعلتم الكل يسألون أى نوع من البشر أنتم وما هى تلك القوة الإيمانية التى تجعلكم تتحدون وتواجهون وتصبرون على كل تلك الصعاب التى تفوق تحمل البشر، لقد أعطيتم العالم أجمع الدروس والعبر، وكشفتم زيف وتدليس الكيان والإعلام الصهيونى الأمريكى الغربى الذى ظل يروج لمظلومية الكيان المحتل الذى يحيط به الارهابيون العرب الذين يريدون القضاء عليه، فجاء طوفانكم ليزيح الغمة ويكشف الغشاوة ويثبت للعالم كم العنصرية والنازية وعشق القتل وسفك الدماء للكيان الصهيونى المحتل.

من كان يتخيل أن جامعات أمريكا وشوارع لندن وإيطاليا وهولندا وفرنسا وإسبانيا وغيرهم من دول الغرب تمتلىء عن بكرة أبيها رافعين علم فلسطين ومنددين بما يفعله الكيان المحتل فى غزة، لقد نجحتم فى تغيير الصورة الذهنية ونجحتم فى إثبات عدالة قضيتكم.

يا أهل غزة التاريخ سيكتب عنكم كثيراً فى أنصع وأشرف صفحاته، ودماء شهدائكم التى إرتوت بها أرض غزة ستنبت أجيالاً جديدة قوية وعظيمة تفخر بأبائها وأجدادها وستكمل مسيرة النضال والصمود حتى تحرر كامل الأرض من المحتل.

جاء الوقت لتفرحوا بنصركم وتعودوا إلى بيوتكم وتُعيدوا إعمارها من جديد وانتم مرفوعى الرأس، وهنيئنا لكم بما صبرتم يا من شرفتم الأمة العربية والإسلامية وأعدتم قضيتكم العادلة إلى الواجهة من جديد.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى